الخميس، 16 مايو 2013

مشكلة الغش في الامتحانات وعلاجه من منظور إسلامي








 المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
كلية الدعوة وأصول الدين
قسم التربية
                                   مشكـلـة الغـش فـي الامتحـانـات
 وعلاجه من منظور إسلامي
          إعداد الطالب :
       عبد الله بن سعود الشاماني العمري
         إشراف :
          فضيلة الأستاذ الدكتور : عيد الجهني حفظه الله تعالى
         العام الجامعي
          1433هـ ـ 1434هـ
 




























     بسم الله الرحمن الرحيم
المقـدمـة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) 1
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) 2 .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) 3  ، أما بعد :
 فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد :
 فتعد مشكلة الغش في الامتحانات المدرسية من المشكلات التي يواجهها التعليم ، ولا شك أن الغش ظاهرة خطيرة وصفة ذميمة ، وسلوك انحرافي يخل بالعملية التعليمية ويهدم أحد أركانها الأساسية وهو ركن التقويم إذ يعد الغش في الامتحانات بمثابة تزييف لنتائج التقويم مما يضعف من فاعلية النظام التعليمي
( 1 ) سورة آل عمران ـ 102 
( 2 ) سورة النساء ـ 1  
( 3 ) سورة الأحزاب ـ 70 - 71 
ككل ويعوقه عن تحقيق أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها ، ويعد الغش خيانة للأمانة التي أمر الله تعالى بها قال الله تبارك وتعالى : ( يا أيها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) 1 ولقد حذر المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم من الغش فقال عليه الصلاة والسلام : ( من غشنا فليس منا )  2  ، فدليل الكتاب الكريم ودليل السنة النبوية يدلان دلالة واضحة على خطورة الغش وتحريمه ، فالواجب على كل مكلف أن ينتهي عن كل ما نهى عنه الشرع وحرمه ، ففي هذا البحث يلقي الباحث الضوء على حكم الغش ودليل تحريمه ، وذكر أضراره ووسائله ، فإن أصاب فمن الله وحده ، وإن أخطأ فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ ويستغفر الله تعالى منه .
موضوع الدراسة :
مشكلة الغش في الامتحانات وعلاجه من منظور إسلامي .
أسئلة الدراسة :
تحاول الدراسة الإجابة على السؤال الرئيس التالي :
ما المقصود بالغش المدرسي ؟
ويندرج تحت السؤال الرئيس الأسئلة الفرعية التالية :
1ـ ما الحكم الشرعي في الغش في الامتحانات ؟
2ـ ما هي طرق وأساليب الغش في الامتحانات ؟
( 1 ) سورة الأنفال 27
( 2 ) صحيح مسلم 1 / 99 
3ـ ما هي أسباب الغش في الامتحانات ؟
4ـ ما أهم الوسائـل التي يستعملها المتعلمون في الغـــش ؟
5ـ ما هي آثار ومضار الغش ؟
6ـ ما هو علاج الغش في الامتحانات من منظور شرعي ؟
أهداف الدراسة : 
تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق الهدف الرئيس الآتي :
المقصود بالغش المدرسي .
ويندرج تحت هذا الهدف الرئيس عدة أهداف تسعى هذه الدراسة لتحقيقها وهي :
1ـ الحكم الشرعي في الغش في الامتحانات .
2ـ بعض طرق وأساليب الغش في الامتحانات .
3ـ أسباب الغش في الامتحانات .
4ـ أهم الوسائـل التي يستعملها المتعلمون في الغـــش .
5ـ آثار ومضار الغش .
6ـ علاج الغش في الامتحانات من منظور شرعي .
أهمية الدراسة : 
إن هذه الدراسة تكتسب أهميتها مما يلي :
أولاً : التحذير من الغش ، وبيان الدليل من السنة على تحريمه ، وذكر بعض أقوال أهل العلم في التحذير منه .
ثانياً : بيان أن الغش ليس له طريقة واحدة ، وإنما هو متعدد الطرق
ثالثاً : تعريف القارئ الكريم بذكر البعض من أسباب ووسائل وآثار ومضار الغش في الامتحانات .
رابعاً : ذكر علاج الغش في الامتحانات من منظور شرعي . 
منهج الدراسة :
يستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي للإجابة عن تساؤلات البحث ؛ وذلك من خلال عرض الأدلة على تحريم الغش ، وذكر فتاوى أهل العلم في التحذير منه .
حدود الدراسة :
• الحدود الموضوعية : 
يقتصر البحث على موضوع الغش في الامتحانات ، وعلاجه من منظور شرعي .
• الحدود الزمانية :
الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 1434هـ
مصطلحات الدراسة :
المشكلة :
المشكلة لغة : المشكلات جمع مشكلة من الإشكال وهي في اللغة الإلتباس يقال : أشكل الأمر ، التبس ( 1 )
ويعرف ابن منظور ، المشكلة : الأمر المشتبه ، ومنه قيل للأمر الملتبس وأشكل علي إذا اختلط . ( 2 )
المشكلة في اصطلاحا : تعرف بأنها شئ يشعر به الفرد ولكنه لا يجد له حلا مباشرا ، وبدون وعي تكون هناك مشكلة ، وقد لا يربط الشخص بين مشكلة يشعر به وحاجة أساسية عنده مرتبط بها ، فالمشكلة تمثل التعبير الخارجي للحاجة ويمكن أن تعد عرضا من أعراض الحاجة . ( 3 )
تعريف إجرائي للمشكلة بأنها صعوبة أو عقبة محسوسة للفرد تحول بينه وبين تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق النفسي والاجتماعي والصحي والمدرسي .
الغش المدرسي :
 يقال غشه ، ويغشه غشا ، أي لم ينصحه ، وأظهر له خلاف ما أضمره ، والغش يدل على الغل والحقد والخيانة .
أما تعريف الغش من الناحية التربوية فإنه يعرف بأنه : عملية تزييف لنتائج التقويم ، كما يعرف بأنه محاولة غير سوية لحصول التلميذ على الإجابة من أسئلة الاختبار ، وباستخدام طريقة غير مشروعة ( 4 )  .
( 1 ) الفيروز آبادي ، 1406 ص 1317.
( 2 ) ابن منظور ، 1412 ص 365
( 3 ) حلمي ، 1965 ص 16.
( 4 ) تاج العروس للزبيدي 17 / 289 - 290
الدراسات السابقة :
1ـ دراسة د.  مختار إبراهيم عجوبة
تسعى الدراسة إلى معرفة أسباب انتشار ظاهرة الغشِّ في محيط جامعة الملك سعود ، مع الاهتمام بمعرفة مدى مساهمة اللوائح التأديبية في الحدِّ منها والوعي بها ، ومدى كفايتها لمواجهة هذه الظاهرة والاقتراحات للحدِّ منها . واستُخْدِمَ منهجُ المسحِ الاجتماعي ، حيث صُمِّمَتْ استبانةٌ لاستطلاعِ آراءِ عينة من طلاب جامعة الملك سعود وشَكَّلت عينةُ الدراسة ( 757 ) طالبًا ثم اختيروا بطريقة العينة العشوائية البسيطة موزعين بين الكليات التطبيقية والنظرية وأَكَّدَ البحثُ أهمية عضو هيئة التدريس في تعريف الطلاب بظاهرة الغشِّ وأضرارها ، ويتمثل ذلك في أهمية دعم الجانب الأخلاقي والديني لدى الطالب وإيضاح الجزاءات المترتبة على الغشِّ وعدم تهاون المراقبين ، وعقد الامتحانات في قاعات كبيرة .
التعليق على الدراسة السابقة :
اقتصرت الدراسة على معرفة أسباب انتشار ظاهرة الغشِّ في محيط جامعة الملك سعود ، بينما سعت الدراسة الحالية في بيان مشكـلـة الغـش فـي الامتحـانـات بشكل عام وذكرعلاجه من منظور إسلامي .
2ـ دراسة د. عبد الرحمن أحمد عبد الله ، د. السر أحمد محمد سليمان  :
يهدف البحث الكشف عن مدى العلاقة بين الغش في الامتحان وعلاقته بمستوى التحصيل الدراسي وتأثيره على عملية التخصص الدراسي وأجري البحث على عينة حدودها 242 طالبًا من كلية المعلمين بحائل ، وتوصل الباحثان إلى عدة نتائج من خلال البحث هي:
1- هناك علاقة ارتباطيه عكسية بين الاتجاه نحو الغش في الامتحان ومستوى التحصيل الدراسي ، ويرجع الباحثان ذلك إلى وجود إجراءات حاسمة استخدمتها إدارة الكلية نحو من حاولوا الغش 
2- توصل الباحثان أن الطلاب ذوي التحصيل المرتفع اتجاهاتهم
نحو الغش أكثر سلبية من الطلاب ذوي التحصيل المنخفض ، بمعنى أن الطلاب ذوي التحصيل المنخفض أكثر ميلا ً إلى الغش من ذويهم ذوي التحصيل المرتفع .
3- توصل البحث أن لاختبار العلاقة بين تخصصات الطلاب والاتجاه نحو الغش لا توجد علاقة إحصائية دالة بين الغش ونوع التخصص أدب أو علمي حيث أن الطلاب جميعهم بيئة تعليمية واجتماعية واحدة .
التعليق على الدراسة السابقة :
هدف البحث في الكشف عن مدى العلاقة بين الغش في الامتحان وعلاقته بمستوى التحصيل الدراسي وتأثيره على عملية التخصص الدراسي ، بينما هدفت الدراسة الحالية إلى التحذير من الغش ، وبيان الدليل من السنة على تحريمه ، وذكر بعض أقوال أهل العلم في التحذير منه
خطة البحث
 الفصل الأول : الإطار العام للدراسة :
المقدمة .
موضوع الدراسة .
أسئلة الدراسة .
أهداف الدراسة .
أهمية الدراسة .
منهج الدراسة .
حدود الدراسة .
مصطلحات الدراسة .
الدراسات السابقة . 
الفصل الثاني : الغش المدرسي ، وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : المقصود بالغش المدرسي .
المبحث الثاني : الحكم الشرعي في الغش في الامتحانات .
المبحث الثالث : أسباب الغش في الامتحانات .
الفصل الثالث : أمور متعلقة بالغش ، وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : أهم الوسائـل التي يستعملها المتعلمون في الغـــش .
المبحث الثاني : آثار ومضار الغش .
المبحث الثالث : حل حالات الغش في الامتحانات من منظور شرعي .
الخاتمة وتتضمن :
النتائج .
التوصيات .
المقترحات .
الفهارس :
فهرس الآيات
فهرس الأحاديث
المبحث الأول : المقصود بالغش المدرسي :
يقال غشه ، ويغشه غشا ، أي لم ينصحه ، وأظهر له خلاف ما أضمره ، والغش يدل على الغل والحقد والخيانة ( 1 )
أما تعريف الغش من الناحية التربوية فإنه يعرف بأنه : عملية تزييف لنتائج التقويم ، كما يعرف بأنه محاولة غير سوية لحصول التلميذ على الإجابة من أسئلة الاختبار ، وباستخدام طريقة غير مشروعة  .
ويعرف علماء الاجتماع الغش بأنه ظاهرة اجتماعية منحرفة وذلك لخروجها عن المعايير والقيم الاجتماعية التي يضعها المجتمع ولما تتركه من آثار سلبية تنعكس بصورة واضحة على مظاهر الحياة الاجتماعية في المجتمع وهو نوع من التحايل والخداع الذي يستعمله المتعلم ( مهما كان مستواه ) أثناء الفروض ، الاختبارات والامتحانات والمسابقات  للإجابة على الأسئلة التي قدمت له قصد الحصول على نتائج جيدة وضمان النجاح .
فمن خلال هذا المفهوم نستخلص أن مثل هذا الفعل يعتبر سلوكا لا أخلاقيا يمس بآداب التعلم وبمصداقية التعليم 
المبحث الثاني : الحكم الشرعي في الغش في الامتحانات :
تكلم بعض العلماء عن هذا الجانب من الغش ؛ فمن من ذلك :
سؤال قدم للجنة الدائمة للإفتاء ؛ مفاده : ما حكم من يغش في امتحانات الدراسة كمواد الكيمياء والطبيعة ؟
فكان رد اللجنة ما يلي : الغش حرام في امتحانات الدراسة أو غيرها ، وفاعله مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب ؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من غشنا فليس منا ) ( 2 ) .
( 1 ) تاج العروس للزبيدي 17 / 289 - 290
( 2 ) صحيح مسلم 1 / 99 
 ولا فرق في ذلك بين كون المواد الدراسية دينية أو غير دينية ( 1 ) وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى : ( الغش محرَّم في الاختِبارات ، كما أنه محرم في المعاملات ، فليس لأحد أن يغش في الاختبارات في أية مادة ، وإذا رضي الأستاذ بذلك فهو شريكه في الإثم والخيانة ) ( 2 ) .
وقُدم له سؤال رحمه الله مفاده : ما قولُكم فيمن يقول : إن الغش حرام فقط إذا كان في المواد والعلوم الشرعية ، ويكون مباحا إذا كان في غيرها ؛ كاللغة الإنجليزية أو التاريخ أو الرياضيات أو الهندسة أو نحوها ؟
فقال رحمه الله تعالى : ( الغش في جميع المواد حرام ومنكر ؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( من غشنا فليس منا ) ( 3 ) ، وهذا لفظ عام يعم الغش في المعاملات ، وفي النصيحة والمشورة ، وفي العلم بجميع مواده ؛ الدينية والدنيوية ، ولا يجوز للطالب ولا للمدرس فعل ذلك ، ولا التساهل فيه ، ولا التغاضي عنه ؛ لعموم الحديث المذكور وما جاء في معناه ، ولما يترتب على الغش من المفاسد والأضرار والعواقب الوخيمة ) ( 4 ).
وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى : ــ وإن مما يؤسف له أن بعض الطلاب يستأجرون من يعد لهم بحوثا أو رسائل يحصلون على شهادات علمية أومن يحقق بعض الكتب فيقول لشخص حضر لي تراجم هؤلاء وراجع البحث الفلاني ثم يقدمه رسالة ينال بها درجة يستوجب بها أن يكون في عداد
(1) فتاوى اللجنة الدائمة – 1،12 / 199.
(2) مجموع فتاوى ومقالات ابن باز 6 / 397.
(3) رواه مسلم 99.
(4) مجموع فتاوى ومقالات ابن باز 24/ 61.
المعلمين أو ما أشبه ذلك فهذا في الحقيقة مخالف لمقصود الجامعة ومخالف للواقع وأرى أنه نوع من الخيانة لأنه لابد أن يكون المقصود من الرسالة هو الدراسة والعلم قبل كل شيء فإذا كان المقصود من ذلك الشهادة فقط فإنه لو سئل بعد أيام عن الموضوع الذي حصل على الشهادة فيه لم يجب لهذا أحذر إخواني الذي يحققون الكتب أو الذين يحضرون رسائل على هذا النحو من العاقبة الوخيمة ...
المبحث الثالث : أسباب الغش في الامتحانات .
- إحساس الطالب بضعف قدراته العقلية  .
- ضعف مستوى التحصيل الدراسي للطالب  .
- عدم الرغبة في الدراسة .
- عدم تقدير المسؤولية من قبل الطالب  .
- كثرة المطالبة بالواجبات .
- الملل من المدرسة .
- عدم الاستعداد الكافي للامتحان  .
- وجود مشكلة بين الطالب والمدرس.
- الخوف والقلق من الامتحانات .
- تهاون المراقب .
- الملل من درس معين .
- كره المادة الدراسية  .
- عدم كفاية الوقت اللازم للإجابة  .
- وجود فرص سانحة للغش  .
- خلو موضوعات المقرر من عناصر التشويق  .
- عدم وجود إشراف دقيق   .
- الإدراك الخاطئ لسلوك الغش في الامتحان .
- التفرقة في معاملة الطلبة من قبل بعض المدرسين والإدارة.
- عدم معرفة الطالب بالجزاء ( العقوبة) التي يقع عليه في حالة الغش  
- ضعف شخصية المدرس  .
- الرغبة القوية في الحصول على درجة النجاح والانتقال الى مرحلة أعلى  .
- عدم توافر الإجراءات الأمنية الجادة داخل وخارج اللجان .
- عدم فهم الطالب لنمط الأسئلة التي يتبعها المدرس .
- مفأجاة الامتحان وعدم الإعلان المسبق عنه .
- تحدي سلطة المدرس المراقب وتعليماته .
- عدم قدرة الطالب على تنظيم وقته واستعماله بشكل مفيد وبناء .
- لا يتوفر الحزم من قبل الإدارة وبعض المدرسين في محاسبة الطلبة الغشاشين .
- انعدام الجانب العملي في التدريس  .
- نوعية الأسئلة التي يضعها المدرس يساعد على الغش .
- التنافس الشديد بين الطلبة .
- سوء تنسيق الجدول المدرسي .
- تشدد المدرس في  التصحيح  .
- صعوبة بعض المواد الدراسية جزئيا او كليا .
- ضيق الوقت للمذاكرة .
- شكوى الطالب من عدم القدرة على الحفظ  .
- ضعف الضبط الاجتماعي من خلال غياب القدوة الحسنة من المسوؤلين .
- عدم فهم المادة الدراسية .
- عدم التنسيق بين المدرسين فيما يختص بموعد إجراء الامتحانات 
- الحرص على الحصول على درجات عالية  .
- الخوف من الرسوب .
- صعوبة أسئلة الامتحان  .
- حب المغامرة .
- عدم ثقة الطالب بنفسه .
- رغبة أولياء الأمور وبعض من إدارات المدارس في الحصول على نسب مرتفعة للنجاح للتباهي به
- تعود الطالب على الغش بشكل يصعب الإقلاع عنه  .
- كثرة إعداد الطلبة في الشعبة الواحدة .
- ضعف الوازع الديني عند بعض الطلبة  .
- عدم قدرة بعض المدرسين على ضبط ومراقبة الصف  .
- شيوع الثقافة التي تمجد الغش ( الغش نوع من التعاون بين الطلبة )
- التركيز المبالغ فيه على الاختبارات التحريرية كمقياس للتحصيل الدراسي للطالب 
- ضعف شخصية الطالب .
- الإتكالية والتكاسل .
- تقليد الزملاء  .
- التهاون في تطبيق عقوبة الغش  .
- تقارب المقاعد في صفوف الامتحان .
- عدم وجود فاصل زمني كافي بين الاختبارات  .
المبحث الأول : أهم الوسائـل التي يستعملها المتعلمون في الغـــش :
يلجأ الكثير من المتعلمين أثناء الاختبارات إلى عدة وسائل وطرق لتنفيذ عملية الغش  وتتمثل في ما  يلي :
1- إنجاز وريقات صغيرة توضع في الجيب أو في حافظة الأوراق بشكل يسهل استعمالها واللجوء إليها ( وهي الطريقة الأكثر شيوعا ) .
2- الكتابة على المنديل أو وضع ورقة بداخله ، باعتبار أن إخراج المنديل من الجيب واستعماله لا يشكل شبهة ولا يشكك في نية المتعلم في اعتقاد المتعلم اتجاه الأساتذة الحراس .
3- الكتابة على المقلمة المئزر و الطاولة خاصة ( المعادلات ، النظريات ، القوانين ، التواريخ وحتى الدروس كاملة ... وغيرها )
4- طي أوراق صغيرة ووضعها داخل الأقلام لتوظيفها شخصيا أو لتسليمها لزملاء آخرين عن طريق طلبهم له .
5- طي أوراق بشكل دائري وأنبوبي وإلصاقها تحت الطاولة أو الكرسي ليسهل استعمالها .
6- الكتابة على أوراق بيضاء بشوكة الفرجار أو بشيء آخر حتى تبدو وكأنها ورقة بيضاء يمكن الاستعانة بها دون أن يلتفت أحد على أنها مكتوبة .
7- استعمال المفكرة الإلكترونية  خاصة بالنسبة للقوانين والتواريخ والمعادلات .
فكل هذه الوسائل وغيرها تتطلب تفكير عميق ، تخطيط وتنسيق دقيقين لإمكانية التحايل والغش دون أن يضبط ، حبذا لو وظف التلميذ هذا الجهد كله في برمجة وتنظيم المراجعة والدراسة خلال السنة لتفادي هذا التصرف السلبي .
أما بالنسبة لمذكرات التخرج والرسائل الجامعية يلجأ الطلبة إلى جامعات أخرى وطنية وأجنبية فيقومون بتصوير نسخ منها وإعادة كتبتها مع إحداث بعض التعديلات حول العينة ومكان إجراء الدراسة وغيرها .
المبحث الثاني : آثار ومضار الغش :
لا شك أن مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم لها آثار وخيمة ومضار عديدة ، ومن تلك الآثار والمضار :
1ـ براءة النبي صلى الله عليه وسلم من مرتكب جريمة الغش ؛ وذلك في قوله عليه الصلاة والسلام : ( من غشنا فليس منا ) (1) .
2ـ الغاش بعيد عن الناس بعيد عن الله تعالى .
3ـ الغاش في عداد المنافقين .
4ـ الغاش قليل التحصيل ، دنيء الهمة .
5ـ الغاش متهاون بنظر الله إليه .
6ـ الغاش مرتكب كبيرة من الكبائر المحرمة .
7ـ الغاش ممحوق البركة .
8ـ الغش خيانة للأمانة التي كلف الإنسان بحملها .
9ـ الغش دليل ضعف الإيمان .
(1) رواه مسلم 99.
10ـ الغش سبب من أسباب الفرقة بين المسلمين .
11ـ الغش طريق موصل للنار .
12ـ الغش فيه أكل أموال الناس بالباطل .
13ـ الغش من أسباب عدم إجابة الدعاء ، لأن صاحبه يأكل المال الحرام .
14 ـ الغش يخرج أجيال فاشلة غير قادرة على تحمل المسئولية .
15ـ الغش يولد ضعف الثقة بين أفراد المجتمع .
16ـ كراهية الناس للغاش ، وعدم التعامل معه .
المبحث الثالث : حل حالات الغش في الامتحانات من منظور شرعي :
ذم الله تعالى في كتابه الكريم الغش وذم أهله وتوعدهم بالويل ، وذلك في قوله سبحانه وتعالى : ( ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون  *وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) ( 1 )  والنبي عليه الصلاة والسلام تبرأ من الغاش وذلك في قوله : ( من غشنا فليس منا ) ( 2 ) ، فهل يرضى مسلم عاقل أن يتبرأ منه نبيه صلى الله عليه وسلم أي خير وسرور يرجوه مسلم وأي فلاح ونجاح ينتظره إنسان ببرأة المصطفى عليه الصلاة والسلام .
إن الوعيد في هذا الحديث كافٍ لتحيى الضمائر في القلوب فتراقب الله عز وجل في أعمالها ولا تحتاج إلى أن يكون هناك رقيب من البشر عليها  ، لا يخفى على أحد منا أن الغشَ مُحرم شرعاً
(1) سورة المطففين : 1-3
( 2 ) صحيح مسلم 1 / 99 
بجميع صوره وأنواعه سواءٌ أكان هذا الغش في البيع والشراء أو في الامتحانات أو في الزواج أو النصيحة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم ( من غشنا فليس منا ) وللأسف الشديد ساد الغش في كثير من الأمور ليس في الامتحانات فحسب فيعلم الغاش أن الدنيا فانية وأن الحساب واقع وأن العمل الصالح هو الذي ينفع صاحبه وكلما دعتك نفسك لترجع إلى الغش تذكر مراقبة الله تعالى لك وتذكر أن الغش يؤدي إلى حرمان إجابة الدعاء لك وحرمان بركة المال والعمر وأن من يفعل هذا العمل الشنيع دليل على نقصان الإيمان في قلبه وأنه طريق موصل للنار وتذكر براءة النبي صلى الله عليه وسلم من فاعله والغش المنتشر في المجتمع الإسلامي يشوه صورة الإسلام لدى غير المسلمين وهو خيانة للأمانة وضياع للأمة 
ولا شك أن التوجيه والإرشاد الديني للفرد صاحب المشكلة غالبا ما يساهم في الحد من هذه المشكلة ومواجهتها وخاصة إذا كان لهذه المشكلة جنبا أخلاقيا أو جانبا دينيا مثل مشكلة الغش في الاختبارات ،كما أن الدين له أثره الواضح في النمو النفسي وفي الصحة النفسية والفكرية والاجتماعية لدى الفرد والتعاليم الدينية عندما تتغلغل في النفس تدفع الفرد إلى السلوك الإيجابي كما أنها تساعد الفرد على الإحساس بالأمن والطمأنينة والاستقرار كما يمكن النظر إلى الدين كأحد أبعاد الشخصية وأن يتناول جميع أبعاد حياة الفرد وسواء أكان الاتجاه نحو الدين موجبا أو سالبا فإن الدين يعتبر قوى دافعة للفرد  .
ولا شك أن الإيمان بالله تعالى والعمل بتعاليم الإسلام يجعلان الفرد يسير في السلوك الصحيح ووفقا لهذه التعاليم ، والإنسان المؤمن هو الذي يكون صادقا وواثقا من نفسه وأمينا ومخلصا ومهذبا وخلوقا لا يكذب ولا يغش ولا يخون  .
ومن الطبيعي أن توجيه التلاميذ توجيها دينيا صحيحا ومقابلة الطالب الذي يسلك الغش في اختباراته وتوعية أو إرشاده دينيا بهدف تقوية الإحساس لديه بالإيمان والصدق وبتعاليم الإسلام وبناء أفكار واتجاهات الإنسان المسلم لديه ، وبالاعتماد على المنهج العقلي والمنطقي يؤدي بهذا الطالب إلى الالتزام بتعاليم الدين والبعد عن الغش ومقته وتحريره من مشاعر القلق والخوف .
ويرى الإمام الغزالي رحمه الله تعالى بأن العلاج الديني له أركان ثلاثة : هي العلم بالذنب أو الخطأ المخالف لأمر الله تعالى ، والإحساس بهذا الذنب أو الخطأ وفعل هو طلب التوبة وترك الذنب ، وبعد ذلك تعمل عملية التوجيه والإرشاد الديني على إكساب التلميذ اتجاهات وقيما جديدة ويصبح التلميذ أكثر تقبلا للآخرين ولذاته ولموقف الاختبارات ، وقادرا على ضبط نفسه والقيام بواجباته المدرسية وغير المدرسية على أحسن وجه ممكن وتتكون لديه عادات حميدة والرضا النفسي هو أساس التربية الأخلاقية في نظر الإسلام .
ويرى علماء الدين الإسلامي أمثال الغزالي ، وابن سينا ، والرازي ، وغيرهم بأن أساس العلاج الديني لأمراض النفس هو الإحساس بالخير والرضا والنية الخيرة ، ولأن من ينوي سلوك الشر فإنه لا يشعر بالخير أو الرضا ويرى هؤلاء بأن النية الخيرة تدفع الفرد نحو فعل الخيرات والكف عن جميع الشرور وذلك لأن الإحساس بخيرية الذات لا يأتي الإنسان إذا لم يفعل الخير وبإرادة خيرة ، وأهم ما ينمي ذلك لدى الفرد هو غرس وحساسية في الوجدان ،
وخشية مستمرة من الذنب ، وتقوى الله هي نبع الفضائل الاجتماعية ومصدر السلوك السليم وهي الوسيلة الأولى في توافق الفرد المؤمن مع ذاته ومع الآخرين لينال رضا الله في الدنيا والآخرة ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) ( 1 ) 
وقوام التقوى في الإسلام القدرة على العطاء والإنجاز والعمل ، فالإنسان المؤمن منتج ومنجز وإيجابي ، فهذه هي المحاور الرئيسية للعلاج الإرشادي الديني التي نهجها المسلمين في مواجهة الخطأ والانحراف ( 2 )
( 1 ) سورة الطلاق 2 ، 3
( 2 ) سيد إسماعيل sayedismail@hotmail.com
الخاتمة :
في نهاية هذه الدراسة توصل الباحث إلى النتائج والتوصيات والمقترحات التالية :
النتائج : 
1ـ أن الغش عملية تزييف ومحاولة غير سوية لحصول التلميذ على الإجابة من أسئلة الاختبار ، وباستخدام طريقة غير مشروعة  .
2ـ الغش ظاهرة اجتماعية منحرفة وذلك لخروجها عن المعايير والقيم الاجتماعية .
3ـ ـ براءة النبي صلى الله عليه وسلم من مرتكب جريمة الغش ؛ وذلك في قوله عليه الصلاة والسلام : ( من غشنا فليس منا ) .
4ـ الإيمان بالله تعالى والعمل بتعاليم الإسلام يجعلان الفرد يسير في السلوك الصحيح ووفقا لهذه التعاليم .
5ـ الغش خيانة للأمانة التي كلف الإنسان بحملها .
التوصيات :
يوصي الباحث بما يلي :
1ـ تفعيل دور مجالس الآباء مع المعلمين والإدارة وتبادل المعلومات والحد من انتشار السلوكيات الخاطئة لدى أبنائنا الطلبة والتخلص منها .
2ـ تفعيل دور رائد النشاط ورائد التوعية الإسلامية والمرشد في مساعدة الطلبة على كيفية الاستعداد للامتحان .
3ـ إحياء الوازع الأخلاقي وتنمية الضمير الداخلي بأن الله رقيب على عباده حسيب لهم فيما يأتون من أعمال .
4ـ إقامة الندوات الدينية لتوضيح مخاطر الغش وتعارضه مع مبادئ الدين والتركيز على تكريم الطلبة المتفوقين في أدائهم وأنشطتهم داخل الصف وليس على أدائهم في ورقة الامتحان فقط .
5ـ تذكير الطلبة بقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم .  
6ـ إمكانية الاستفادة من وسائل الأعلام المختلفة في إعداد برامج هادفة تعالج ظاهرة الغش في الامتحانات المدرسية .المقترحات : 
1ـ إجراء دراسة تستهدف الكشف عن طبيعة العلاقة بين الغش ومتغيرات أخرى منها السمات الشخصية ،والثقة بالنفس ،و مفهوم الذات ، والضغوط النفسية .
2ـ إجراء دراسة أخرى يتم فيها استطلاع أراء عينات أخرى كآراء الإدارات التربوية والمدرسين والمشرفين الاجتماعيين والتربويين والاختصاصيين .
فهارس الآيات
1 ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون  سورة آل عمران ـ 102
2 ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) سورة النساء ـ 1
3 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) سورة الأحزاب ـ 70 - 71
4 ( يا أيها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) سورة الأنفال 27
فهرس الآحاديث :
1 ( من غشنا فليس منا ) صحيح مسلم 1 / 99
المراجع :
1ـ بن منظور , محمد بن مكرم ( لسان العرب ) دار صادر , بيروت .
2ـ حامد زهران ( ظاهرة الغش في الامتحانات ـ بحث تجريبي ) عالم الكتب ، القاهرة .
3ـ صحيح مسلم ، دار إحياء الكتب العربية .
4ـ تاج العروس من جواهر القاموس ، محمد بن محمد بن عبد الرزاق المرتضى الزبيدي ،  طبعة الكويت .
5ـ القاموس المحيط ، محمد بن يعقوب الفيروز آبادي مجد الدين ، مؤسسة الرسالة ، 1426 – 2005
6ـ مجموع فتاوى ومقالات ابن باز ، دار القاسم للنشر ، 1420هـ
7 ـ سيد إسماعيل sayedismail@hotmail.com
م الموضوع رقم الصفحة
1 المقدمة . 2
2 موضوع الدراسة . 3
3 أسئلة الدراسة . 3
4 أهداف الدراسة . 4
5 أهمية الدراسة . 5
6 منهج الدراسة . 5
7 حدود الدراسة . 5
8 مصطلحات الدراسة . 6
9 الدراسات السابقة . 7
10 الفصل الثاني : الغش المدرسي ، وفيه ثلاثة مباحث : 8
11 المبحث الأول : المقصود بالغش المدرسي . 11
12 المبحث الثاني : الحكم الشرعي في الغش في الامتحانات . 13
13 المبحث الثالث : أسباب الغش في الامتحانات . 14
14 الفصل الثالث : أمور متعلقة بالغش ، وفيه ثلاثة مباحث : 11
15 المبحث الأول : أهم الوسائـل التي يستعملها المتعلمون في الغـــش . 11
16 المبحث الثاني : آثار ومضار الغش . 13
17 المبحث الثالث : حل حالات الغش في الامتحانات من منظور شرعي . 14
18 الخاتمة 18
19 النتائج 18
20 التوصيات 18
21 المقترحات 19
22 الفهارس 20
23 المراجع 21
24 محتويات الدراسة 23